هذه افعالكم في أيام الحرب .. فمالذي ستفعلونه لو كانت الدنيا سلامات..؟!
يمنات
محمد عايش
لم أتهم الهاشميين بالعنصرية، بل اتهمت الحوثيين، وهناك بالتأكيد فرق.
تعميم أية تهمة على شريحة كاملة من الناس، فعلٌ عنصري، و اتهام جماعة “سياسية” بعينها، بأية تهمة، و بأية صيغة تعميمية، هو فعل طبيعي و مشروع.
الهاشميون يمنيون مسحوقون مثل كل اليمنيين، و محل النقد و التهمة هنا هو هذه الحركة السياسية و العسكرية و الأمنية التي تقع في فخٍ من العنصرية لم يعد يجدي السكوت عليه ممن هم حولها ولا نكرانه ممن هم مسؤلون عنها.
و سُقت لكم مثالاً من الواقع، حتى لا أكون مجرد متقولٍ، و هو مثال يقشعر له البدن لو كان لديكم (وخطابي لمفسبكي الحوثيين) أدنى ذرة من الشعور بالمسؤولية.
تملك الحكومة عشر مؤسسات إعلامية، فقط لا غير، و من بين ثلاثين مليون نسمة، تقومون بمنح رئاسة هذه المؤسسات لعشرة أشخاص ليسوا من تيار واحد فحسب، بل من تيار واحد و منطقة واحدة، ليسوا من تيار واحد و منطقة واحدة فقط، بل من تيار واحد و منطقة واحدة و مذهب واحد، ليسوا من تيار واحد و منطقة واحدة و مذهب واحد تحديداً، بل من ومن ومن ومن ومن هذه كلها، ومن جذر عائلي واحد: هاشميون..!!
ثم تحاولون إقناع الناس بأنكم تمثلون كل اليمنيين؟!!
من سيقتنع..؟!
ثم تقولون عن من يرصد هذا السلوك و يحذر من كارثيته بأنه عنصري..؟!!!
من سيصدق..؟!
و ما الذي يجعل الأمر عنصريا و شلليا أكثر أمام الناس..؟! هو أن معظم هؤلاء المسؤولين في هذه المؤسسات ليسوا من أبناء المؤسسات نفسها بل ليسوا من المنتمين للقطاع المهني نفسه، أي أنهم ليسوا إعلاميين و لا علاقة لهم بالإعلام، مع احترامنا لهم على المستوى الشخصي، و الحال نفسه في قطاعات أخرى.
نكران المشكلة لن يفيدكم، و في تشكيلة المجلس السياسي، و رئاسة الصماد، و حكومة بن حبتور، و جلب حبتور نفسه لرئاسة الحكومة، دليل على أن قيادتكم تعترف بوجود هذه المشكلة، و تحاول التعامل معها، و لذلك لم تدفع بأسماء هاشمية او حتى حوثية كثيرة إلى التشكيلتين، و ذلك أمر موفق، و لكنه للأسف غير كافٍ، فالكارثة تستفحل في المستويات الأدنى؛ في كل مفاصل الدولة..
و نعم: تمكين الهاشميين أو غيرهم فقط، هو أمر عنصري مثلما أن إقصاءهم فعل عنصري أيضاً. و لذلك معيار الكفاءة و المهنية و عدم فرض منطق الأقوى سياسيا أو عسكرياً هو الحل.
تقولون إن هذه الممارسات ناتجة عن شللية و ليست توجها عاما..؟!!
حسناً عالجوها، عالجوها بدلا من الثورات الحمقاء في وجه من ينتقدها.
ثم إذا كنتم تفعلون هذا في أيام حرب و انقسام، و العالم كله مقلوب عليكم و على اليمن؛ فمالذي ستفعلونه لو كانت الدنيا سلامات؟!!
و بعد هذا و قبله؛ حتى الهاشميين لن يكونوا إلا ضحية لهذا التمييز مثلهم مثل بقية اليمنيين، فالحوثيون لن يكون بإمكانهم استيعاب كل الهاشميين أولاً، و ثانياً لأن الانتهازيين في أية جماعة، ما إن ينتهوا من تحويل جماعتهم إلى جماعة عنصرية تجاه الآخرين، حتى يبدؤوا بممارسة العنصرية داخلهم، فالإقصاء دائماً تضيق دائرته تدريجيا حتى يمارس داخل الأسرة نفسها و بين الأخوة أنفسهم.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا